Pages

Pages - Menu

Pages - Menu

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تاريخ البرنس



عرف العرب سكان المغرب باسم البربر، ولم يعرفونهم بغير هذا الاسم، حيث كانت الصفة معدومة بين الشعبين، إذ أن علاقات العرب التجارية في مرحلة قبل الإسلام، وقفت عند حدود مصر وليبيا، ومن المعتقد أنهم اقتبسوا هذه التسمية من الرمان، فقد أطلقت روما كلمة Barbari على الشعوب الخارجة عن نطاق حضارتها .
وفي القرن الرابع الهجري كانت أنساب البربر قد دونت بالعربية حيث اشتهر عدد من النسابة البربر ، واتخذوا شجرة الأنساب العربية نموذجا فقسموا قبائل البربر إلى: "البرانس" نسبة لجدهم "برنس" - وهم أهل حضارة واستقرار-، و"بتر" نسبة إلى جدهم "مادغيس" الملقب بالأبتر - وهم أهل بداوة وترحال -.
ومن البرانس تفرعت أوربة التي بايعت المولى إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة، والذين ينسبون إلى "أورب" بن البرنس، حيث كانوا من القبائل التي لها الكثرة والغلب في عهد الفتح الإسلامي لوفرة عددهم وشدة بأسهم .
وأشار عبد الوهاب بالمنصور أن بقايا "شعب أوربة" ما زالت بناحية تازة (مشيرا إلى قبيلة البرانس) معروفة باسمها الأصلي المعرب "وربة"، وهو ما أشرنا إليه في بحثنا "بربع وربة"، الشيء الذي أدى ببعض الدارسين إلى القول بأن المولى إدريس قد نزل في هذه القبيلة وبالضبط في "وربة"، حيث تمت مبايعته تحت شجرة "البرية" والتي ما زالت قائمة إلى الآن ويعقد بها موسما سنويا إحياء لهذا الحدث . وأشار "Trenga" في معرض حديثه عن آثار القبيلة، أنه توجد بين "كزنانية" وعين "درو"، أثار قصر يمكن أن تكون "لعبد الحميد الأوربي" والد "للالة كنزة" ، الشيء الذي يستدعي مجموعة من الشكوك حول ما جاءت به مجموعة من المصادر التاريخية حول مبايعة المولى إدريس الأول بوليلي، وأن عبد الحميد الأوربي كان يقيم في زرهون عند قدوم المولى إدريس، الأمر الذي يتطلب القيام بأبحاث أثرية بالقبيلة للإجابة عن جوانب غامضة من التاريخ المغربي، ولإعادة الاعتبار للقبيلة التي يحب أهلها من هاجر إليهم.
2-المآثر التاريخية:
توجد بقبيلة البرانس مجموعة من المآثر التاريخية التي ذكرها (TRENGA) و التي مازالت قائمة إلى الآن، و تعتبر شاهدا على تاريخ القبيلة الغني، و أهم المآثر التاريخية المتواجدة في القبيلة:
أ‌- آثار قصر يمكن أن يكون لعبد الحميد الأوربي والد الأميرة للالة كنزة زوجة إدريس الأول، و يوجد هذا القصر بين "كزناتية"، و "عين درو".
ب‌-وجود بعض الآثار في باب النقبة (الخندق) بجماعة الطايفة حاليا.
ج- و جود ساقية يبلغ قطرها متر تسمى "ساقية النصارى" بأولاد بكار.
د- وجود آثار كبيرة بالكوزات تسمى عند الأهالى بمدنية "الحضار".
ه- في بني بوعلى (تغرداشت) يوجد نهر تحت الأرض بالقرب منه توجد منحوثات آدمية و حيوانية.
و- وجود بصمة يد بتايناست محفورة على صخرة كبيرة تدعى "حجرة الغولا " و في الاعتقاد الشعبي أن الأجداد وضعوا هذه البصمة ليشروا بها لأسلافهم بوجود معدن كبير تحت هذه الصخرة .
3-المقاومة في قبيلة البرانس:
إن تاريخ المقاومة المغربية بصفة عامة، عبر كافة العصور التاريخية، يعتبر بحق سجلا حافلا بالوقائع و الأحداث و النضالات، التي دونها المغاربة قاطبة بتضحياتهم الزكية و مواقفهم البطولية، معبرين بمختلف شرائحهم عن كل مظاهر التوفيق في اختيار و سائل النضال و انتقاء أسالبيه سياسيا و عسكريا ضد الغزاة الغاشمين، مدافعين بذلك عن المقومات الحضارية للمغرب، و عند حدوده و مقدساته. و إذا كان اهتمام المؤرخين بكتابة تاريخ المقاومة المغربية قد حقق مكتسبات، بذلك عبر إخراج تاريخ جهات مغربية من طي النسيان، فإن جهات أخرى لم تنل نصيبها من هذه العناية، على رغم من أن جل القبائل المغربية كانت مقاومة على حد تعبير الجنرال كيوم " لم تخضع لنا أية قبيلة بكيفية تلقائية، و لم تخضع أية واحدة منها بدون مقاومة، بل إن بعضها لم تخضع إلا بعد استنفاذ كل وسائلها في المقاومة .
و قد ارتأينا و لم بشكل مقتضب المساهمة في التعريف بتاريخ مقاومة، قبيلة البرانس رغم بعض المشاكل التي تعرضت لها، كعدم توحيد صفوفها تحت قيادات عسكرية حقيقية لأن هدف الفرنسيين كان هو منع أي تنسيق أو تعاون بين الزعامات الجهادية بالمجال المحيط أو القريب من تازة ، و عدم توفر أسلحة في نفس مستوى مدفعية و طائرات فرنسا، و دور رجال الاستخبارات الفرنسيين في تهيئ الجو لاحتلال منطقة.
لكن هذه الإكراهات لم تمنع قبيلة البرانس من الانضمام تحت بعض القيادات الخارجية الفاعلة في المقاومة و التحرير.
* انضم البرانس إلى الدعوة الجهادية التي قادها الفقيه، محمد جامي و التي احتشدت في " بومر شد" يوم 16 ماي 1912، حيث تكونت هذه الحركة من 3000 فارس، بالإضافة إلى 6000 من مشاة غياثة و البرانس و التسول و بني وراين و الحيانة ، و شارك البرانس في محاصرة الفرنسيين بفاس، و استمروا في مساندة الفقيه الحجامي في جميع مراحل الجهادية.
* التف البرانس في هذه الفترة حول محمد الغازي الذي انطلقت دعوته من أوساط قبيلة صنهاجة، و بالنظر إلى عدم نجاحه في تشكيل القاعدة البشرية لحركته في هذه القبيلة، فإنه وجد الصدر الرحب لدى البرانس خاصة أهل أوربة (وربة) الذين التفوا حوله، و انطلقوا معه يوم 14 غشت 1914 إلى ضريح سيدي أحمد زروق، المكان الذي سوف تنطلق منه الحركة الجهادية لمولاى محمد الغازي ، تم الانتقال إلى بني افتح و أولاد جرو حيث تمكن مولاى محمد الغازي من تشكيل قاعدة بشرية تكونت من:
1 مائتين من مشاة صنهاجة، بني افتح، أولاد جرو.
2 بعض أهل مكناسة.
3 بعض فرسان مغراوة و أولاد بوريمة.
و رغم تواضع الإمكانات البشرية و المادية تمكن محمد الغازي من تحريك المجال البرنوسي ضد الفرنسيين حيث تمكن من مداهمة القوافل العسكرية الفرنسية المتوجهة نحو "مسون"، ومحاصرة قافلة عسكرية بمعبر "واد أغبال" .
* تمكنت قبائل البرانس بقيادة الزعيم السنقيطي ( هو الحاج محمد بن المامون المزداد سنة 1880 استقر بفاس بعد عودته من الديار المقدسة، حيث قام بأداء فريضة الحج سنة 1910، ينتمي إلى أسرة ماء العينين، استقر بتازة ابتداء من سنة 1913 بمساندة الفرع المحلي للزاوية الدرقاوية، قائد الجهاد في القسم الشمالي من الأطلس المتوسط خاصة بين تازة و فاس، حيث هرب من المدينة منذ دخول المستعمر إليها و هو يباشر تحريض القبائل على الجهاد). من الهجوم على قافلة التمويل بين "واد امليل" و تازة، و قامت بالتصدي لإحدى الفرق العسكرية المتجهة نحو تازة سنة 1914، كل هذا دفع القوات الفرنسية إلى التحرك حيث قام الجنرال "هنري" بتفقد تازة، و قام بتألف حملة عسكرية ضد البرانس .
* هاجم البرانس مع قبائل التسول و غياثة القوات الفرنسية المرابطة بالمنطقة و قتلوا القبطان (le faire) و جرحوا ملازم واحد، و أعادوا الهجوم على قوات العقيد (bulleux )، و الذي انتهى بقتيل واحد، وثمانية جرحى، و تمكن البرنوسبون من مداهمة القوات الفرنسية في مسالك سيدي أحمد زروق و قد وصف العقيد "فوانو" هذه المقاومة بقوله " رغم المقاومة الشديدة التي أبداها العدو، فقد تكمنا من طرده إلى القمم المجاورة، و لم تتمكن قواتنا من احتلال سيدي أحمد زروق إلا بعد عدة ساعات، و عادت فرق المتمردين إلى الهجوم، و ترتب عن ذلك مقتل سبعة، و جرح خمسة عشر" و أمام هذه الخسائر البشرية ألزمت القيادة الفرنسية بزعامة (Henri simon ) بإنشاء مستودع للمؤن بجبل "الحلفة"، و جعله مركزا عسكريا ترابط به القوات الإحتياطة التالية:
1) أربع مجموعات من المشاة
2) مجموعة واحدة من الخيالة.
3) فوج من المدفعية.
و رغم هذه الاحتياطات الأمنية المشدد تمكن البرانس من الانقضاض على القوافل الفرنسية و قتل ثلاثة جنود الشيء الذي أدى ب (Henri simon) إلى إحراق المحاصل الزراعية البرنوسية ما بين 1815 ماي 1915. و قد كان لهذا الفعل أثر كبير على إعلان بعض بطون قبيلة البرانس خضوعها للقوات الفرنسية .
* تحرك بني بوعلى في شهر يونيو 1916، ومعهم جميع بطون قبيلة البرانس، و على إثر ذلك استعجلت القيادة العليا العقيد (Aubert) لمراقبة هذه القبيلة، لكن هذا الأخير، ما إن شرع في هذه المهمة حتى داهمه المقاومون يوم 13 يونيو 1916 بواد الحد، فقتلوا في صفوفه، أربعة عشر و جرحوا ثمانية و عشرين، و نظموا هجموما آخر يوم 26-27 يوليوز 1916 على جبل الحلقة، و كبدوا العدو مقتل ضابط، وجرح خمسة جنود، و بمقابل هذه التحركات الخطيرة للبرانس فإن القيادة العليا بتازة أمدت الجنرال (Charier) بالعتاد الحربي الضروري لإخضاع بني بوعلى في 27 أبريل 1918، و اختراق مجال أهل الواد و السيطرة في 29 أكتوبر 1918 على بوهارون و كهف الغار، و على إثر ذلك اعتبرت منطقة البرانس من ضمن المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الفرنسية .
- أعلام البرانس:
أ- الأميرة كنزة "الأوربية"
لما حل المولى إدريس بالمغرب الأقصى، قادما من المشرق برفقة مولاه واشد، نزلا عند اسحاق بن محمد بن حميد الأوربي، زعيم قبيلة أوربية أعظم قبائل المغرب وأكثرها عددا وأشدها بأسا وأحدها شوكة ، فاستقبلته هذه القبيلة أحر استقبال فبايعته على الإمارة والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزواتهم ، وذلك لنسبه الشريف وبركاته، وزواجه من "كنزة" ابنة الزعيم سنة 174 ه بمهر حدد في 600 دينار ، في ربع وربة، وبالضبط في "جماعة الكوزات" حاليا، حيث ما زالت شجرة "البري" تشهد على عقد قران المولى إدريس بكنزة وما زالت "دار الفرح"، المكان الذي أقامت فيه الأميرة. والتي وصفت بالحسن والحياء وكمال العقل والدين ، وهي التي عايشت المشاكل والمحن، فقد وقفت على مصرع زوجها إدريس الأول، واغتيال خادمها "راشد"، ومقتل والدها .
ورغم الأحداث المؤلمة، صبرت حتى وضعت حملها، فأتم إدريس الثاني المنجزات التي كان قد بدأها والده، وبخنق هذا الأخير أشارت إلى حفيدها الأكبر محمد أن يعين إخوته عمالا على الأقاليم .
لقد ساهمت الأميرة "كنزة" في إنشاء أول دولة قائمة الذات والكيان بالمغرب الأقصى، وبذلك يمكن اعتبارها أعظم امرأة في التاريخ المغربي بصفة عامة، وتاريخ قبيلة البرانس بصفة خاصة.
ب‌-سيدي أحمد زروق:
مع بداية الربع الأخير من القرن التاسع الهجري بدأ يسطع نجم الشيخ زروق وذلك من خلال مؤلفاته وشروحه ومواقفه تجاه المدارس الصوفية القائمة أنداك، خاصة في المغرب، ولم يسلم من انتقادته حتى فقهاء القرويين، ولسعة علمه نال لقب محتسب الصوفية والعلماء، وأسس مدرسة صوفية جديدة. فمن هو الشيخ أحمد زروق؟ وما هي طريقته؟ ومن أهم أبرز الأشخاص الذين أثروا فيه؟
اسمه ونسبه:
"هو الشيخ العالم المحقق المتصرف الولي العارف بالله وبأحكامه، صاحب المواهب الربانية، والعلوم الدينية، والتصانيف الكثيرة، والرسائل المفيدة والمثيرة، وارث المقام النبوي ومحي شريعته وناصر سنته، إمام الطريقة وناشر ألوية الولاية على سبيل الحقيقة ". أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوصي، الفاسي، المشتهر بين الناس بزروق، نسبة إلى جده الذي كان أزرق العينين . ينتسب إلى قبيلة البرانس كما جاء في مطلع قصيدته الطويلة في "عيوب النفس" والتي تعرف بقصيدة السلمي:
يقول راجي رحمة الغفار أحمد نجل الخضار
البرنسي الأصل ثم الفاسي المشتهر زروق بين الناس.
ولد بفاس يوم 22 محرم 846/7 يونيو 1442 - تذكر الرواية الشفاهية، أنه ولد في البرانس قبل أن يلتحق بفاس لمتابعة الدراسة بجامع القرويين ، نفس الرأي ذهب إليه "Trenga" الصفحة 399- وقد عرف بذلك بنفسه بقوله "ولدت يوم الخميس طلوع الشمس ثامن وعشرين من محرم سنة ست وأربعين وثمانمائة، وتوفيت أمي يوم السبت بعده، وأبي يوم الثلاثاء بعده، كلاهما في سباعي، فبقيت بعين الله بين جدتي الفقيهة أم البنين، فكلفتني حتى بلغت العشر وحفظت القرآن وتعلمت صناعة الخرز، ثم نقلني الله بعد بلوغي سادس عشر إلى القراءة فقرأت الرسالة على الشيخين ".
ثم خرج من فاس في اتجاه مصر حيث التقى هناك بمجموعة من العلماء والفقهاء الذين أثروا في مسيرته العلمية وخاصة شيخه "الحضرمي" لكن المشاكل التي تعرض لها هناك وخاصة أن أهل مصر لم يستجيبوا لدعوته وطريقته فأشار شيخه الحضرمي عليه بالرجوع إلى المغرب بقوله "إن تربة المغرب طيبة فإذا رجعتم إليها تطيب قلوبهم " ثم عاد إلى المغرب بعد سبع سنوات من الترحال وطلب العلم والتدريس ليصل إلى المغرب ما بين 879 و 880 ه، حيث سيستقر هناك مدة أربع سنوات لكن المصائب والمكائد التي ظلت دائما مرتبصة بالشيخ زروق ادت به مرة أخرى إلى الخروج من بلده في اتجاه بجاية حيث كان له مجموعة من الرفاق والأتباع ، ليلتحق بتونس وبالضبط بمصراته ابتداء من 886 ه حيث توفي هناك سنة 1494م.
-شيوخ زروق:
لقد ذكر "علي فهمي خشيم" مجموعة من العلماء والفقهاء الذين ساهموا في تربية زروق وتطوير فكره وغشاء طريقته، ومنهم:
• أم هاني العبدوسية.
• أبو زكرياء صاحب الظهر.
• أحمد بن عبد الله صاحب الزواوي.
• محمد بن يوسف السنوسي.
• أبو علي الحسن بن منيل المعيلي الذي كان إماما بالمدرسة العنانية ومدرسا بجامع القرويين.
• عبد العزيز الورياغلي.
• أحمد بن سعيد المكناسي.
• أبو العباس أحمد بن العجل الوزروالي (زوج جدة زروق).
• أحمد الفرنسي.
• الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن صالح المعروف بالقبلالي السجلماسي.
• خالد جدته، أم البنين، أبو عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي.
• أبو عبد الله محمد المعروف بابن أملال.
• صرح زروق بأنه كان يأخذ عنه ويصلي خلفه في مدرسة الحلفاويين.
• أبو عبد الله محمد الزيتوني (كان رجلا أعمى من رجال التصوف وشيخ الطريقة الشاذلية بفاس).
- طريقة أحمد زروق:
تعتبر الطريقة الزروقية مزيجا بين الطريقة الشاذلية و الطريقة القادرية، ومنه يقسم زروق كل الأصول إلى خماسيات فيقول وأصول المعاملة خمسة:
• طلب العلم للقيام بالأمر.
• صحبة المشايخ الذين أقامهم الحق سبحانه والإخوان للتبرك.
• ترك الرخص والتأويلات للتحفظ.
• ضبط الأوقات بالأوراد للحضور.
• اتهام النفس في كل شيء للخروج من الهوى والسلامة من العطب والغلط.
ج- محمد بن حمادة السبتي:
"محمد بن حمادة السبتي"، ينتسب إلى قبيلة البرانس، ويعد من رجالات القرن السادس الهجري، يجهل تاريخ ولادته أو مماته، من تلامذة القاضي عياض النجباء، ألف مجموعة من الكتب في الفقه والتاريخ لكنها لسوء الحظ ضاعت ولم يبق منها إلا بعض إلا شارات في بعض المراجع، ومن هذه المؤلفات كتاب "المقتبس في أخبار المغرب وفاس والأندلس" والذي اعتبر مصدرا مهما لمؤرخي العصر الوسيط ("إبن عذاري"، "ابن أبي زرع")، وقد أحال "ابن عذاري" إلى هذا المؤرخ العظيم عند حديثه عن أواخر الخلافة الأموية في الأندلس، وتاريخ المرابطين، أما "ابن أبي زرع" فقد أخد عنه تاريخ الأدارسة، وقد وصفه صاحب "مفاخر البربر" بالشيخ والفقيه والحافظ للتاريخ وأخذ عنه بدوره معلومات مهمة عن الثوار البربر في الأندلس، والمغرب الأقصى وعن أصل تسمية سبتة .
د: أحمد البرنوسي: ولد هذا العالم في قبيلة البرانس، ويعد من رجالات القرن السادس الهجري، قرأ علم الأصول والكلام على يد الشيخ سيدي "ابن حرزهم" مع الشيخ "أبي مدين الغوث"، وتعبد معه في جبل زالغ قرب فاس، فلما ارتحل "أبو مدين" إلى تلمسان بقي أحمد البرنوسي في جبل زالغ يعبد الله ويقرأ القرآن والعلم، إلى أن توفي هناك وما زال ضريحه قائما إلى الآن، حيث جدد السلطان المولى الحسن بناءه، ووسع ابنه المولى عبد العزيز مرافقه، وقد ألف "أحمد البرنوسي" كتابا شرح فيه أسماء الله الحسنى، سماه "الذهب الإبريز والمختصر الوجيز" .
الهوامش:
- سعدون عباس نصر الله، دولة الأدارسة في المغرب، 1987، ص 23.
- ابن خلدون، العبر، الجزء: 6، ص 89.
- الناصري، الاستقصا، الجزء: 1 ص 64 و 65.
- العبر، مرجع سابق ج 6 ص 146.
- العلوي، الباهي، المرأة المغربية عبرالتاريخ، 1988، ص 33.
- Trenga. Les archives Berbères, Publication du comité d"étude Berbères de Rabat, 1915-1916. p: 417.
- أنظر الملحق (الوثيقة 1)
- Les archives, berbères. op – cit. p. 146, 147
- بوعسرية بوشتى، علاقة محمد بن بد الكريم الخطابي مع قواد قبائل الريف 1922-1925 ، مجلة أمل، العدد 8، الطبعة II، 1999، ص 32
- ركوك علال ، مراحل احتلال تازة منذ 1914، ضمن ندوة المقاومة المسلحة و جيش التحرير بمنطقة تازة، ص 97 .
- بوزويتة سمير، مساهمة قبائل البرانس في مقاومة الاستعمار الفرنسي للمغرب (1912-1925) أحال على Deux agitateur. Le ragui et Hajam. Bulletin de l"Afrique Française 18 avril.
- نفس ص 99. أحال على Baumgarten d'opérations (pérides du 20 juin au per sept 1914) Région taza 3H 586.
- تحت إشراف محمد بكوري، مقاومة قبيلة غياتة الاحتلال الفرنسي مجلة ( الذاكرة الوطنية) ع 6، 2004 ص 206
- سمير بوزويتة، مرجع سابق ص 102،
- بوزويتة ، مرجع نفسه ص 103
-نفسه ص 104
- المرأة المغربية عبر التاريخ، مرجع سابق، ص 40.
- علي ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب يروض القرطاس، تحقيق عبد الوهاب بن المنصور، 1999، ص 23.
- المرجع نفسه ص 23.
- المرجع نفسه ص 29.
- المرأة المغربية عبر التاريخ، مرجع سابق، ص 38.
- الأنيس المطرب بروض القرطاس، مرجع سابق ص 29.
- بن عسكر محمد، دوحة الناشر، تحقيق حجي محمد، ص 48.
- الكناش: مخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم: 1385 ص 58.
- أحمد بابا التنبكتي، نيل الإبتهاج بتطريز الديباج، ج 1، ص 148 ، وقد أحال على كفاية المحتاج.
- علي فهمي خشيم، زروق والزروقية، طرابلس، 1975، ص51.
- المرجع نفسه، ص 51.
- المرجع نفسه، ص 29.
- مجموعة من المؤلفين، معلمة المغرب، ج 4، الرباط، 629/1984، ص 1197، 1198.
- نفسه المرجع، ص 1199.

هناك تعليقان (2):

  1. كاتب المقال "السليلة محمد" للأمانة العلمية

    ردحذف
  2. بالإضافة إلى مقالات أخرى "معتقدات البرانس" "الخطبة والزواج عند البرانس" "الحياة الثقافية للبرانس" و"تاريخ البرانس" كتب هذه المقالات في وقت سابق قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي و"الكروبات" للتعريف بهذه القبيلة العريقة والمعطاء ولحفظ الذاكرة البرنوسية الخصبة من الضياع

    ردحذف